علميني كيف يعود العطر إلى وردته الأم لأعود إليكِ علميني كيف يعود الرماد جمراً ؟ والأنهار نبعاً ! والبروق غيوماً ! وكيف ترجع أوراق الخريف إلى أغصانها ثانيةً ؟ لـِ أعود إليكِ يا دمشق .. , حينما أسمع صوتك ، يخيل إلي أن بوسعي الالتهاب بك مرتين والموت على ركبة حقولك عشرات المرات كل ما يعذبني .. غير موجود تعذبني الشوارع التي لم تعد هناك ! الوجوه التي ارتدت وجوهاً أخرى حكايا الحب التي لم أعرف كيف أعيشها ! ولم أنجح في حفظـِها محنطةً داخل صناديق الذاكرة الموصدة ، فظلت نـِصف حية تهيم في قاع روحي كالأشباح الغامضة المجهولة ! , عبثاً أحاول أن أنسى بـ إتقان أو أتذكر بـ إتقان كل ما كان هل أحببت حقاً ذلك الرجل ذات مرة ؟ هل افتقدته؟ هل كدت أنجب أطفاله ؟ تـُعذبني تلك التوابيت التي دفنتها مرة في احتفالٍ كبير وأنا أظن واهمة أن كل ما فيها مات ..! ولن أدري أبداً أكان حياً ذلك المدفون فيها أم ميتاً ، لـِ أنني أحكمتُ إغلاقها وانتهى الأمر ذات دهر كل ما يعذبني له جسد الضباب ، يخترقه الرصاص الذي أطلقه عليه ، ولا تنفع معه التعاويذ . كل ما يعذبني غائب على حافة الحضور ، وحقيقي على حافة الوهم ، غامض على أطراف الجرح المجهول العميق ! جرح ابتدعتـُه لنفسي بـِ خنجر ، حفرتُ عليه الأحرف الأولى من اسمي ، كما حفرتها على أشجار اللوز والتين في الزمن الغابر . , تطالعني وجوه أحباب الماضي وجهاً وجهاً ، راكضةٍ بسرعة كصفحات دفتر تـُقلبه الريح .. لن أدع النار تشبُ في أطرافهِ !
ღ ♥ ǑĻĂ ṂỐĦĂṂṂǍĐ ♥ ღ المدير
الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 03/07/2011 العمر : 27